كتبت نورا فخرى ومحمود سعد الدين وعلى حسان
انتقد السياسيون مقاطعة الإخوان والتيار الإسلامى لتظاهرات أمس، حيث اعتبروهم انتهازيون، وقالوا إن مصر أكبر من الإخوان والتيار السلفى الذين يريدون التحكم فى مصير مصر الفترة القادمة، ووصفوا جمعة الغضب الثانية بأنها ناجحة، واعتبروا أن الإخوان أفضل لهم أن يكونوا شركاء المجلس العسكرى فى الحكم ولا يحق لهم الحديث باسم القوى السياسية أو الوطنية بعد اليوم.
جورج إسحق القيادى بالجمعية الوطنية للتغير، يرى أن أخطر شىء هو المراهنة على تيار واحد فقط فى المجتمع، موضحا أن استخدام الإخوان المسلمين "سلاح القوى" خطر فقد استخدمه الحزب الوطنى سابقاً عندما اعتمد على قوة البوليس وكذلك أن رئيس الحزب هو رئيس الدولة لكنة فشل.
وقال إسحق، إن بعد التيار الإسلامى عن القوى المدنية هو خسارة للوطن وليس الإسلاميين فقط، داعياً إياهم للالتحام بالقوى السياسية لتحقيق ما يصبوا إليه الوطن، مضيفا "أتمنى أن يعودوا كما كانوا كسابق عهدهم قبل 25 يناير فى جمعية التغير، فعلى مدار عام لم يرفعوا شعارا واحداً ".
وعلق الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على مظاهرات أمس، حيث قال "تحية وتقدير للشباب، صوتكم اليوم واضح وقوى، شعلة الثورة مازالت مضيئة"، مضيفا "فأنتم الأمل".
واختلف الدكتور مصطفى النجار، أحد وكيل حزب العدل والمتحدث الإعلامى، حيث أعرب عن رفضه حالة الاستقطاب بين المعسكرين " الليبرالى" و"الإسلامى" ، والتى تشير إلى أنه لم ينجح أحد بسبب خطاب التخوين والمزايدة المتبادل بين الطرفين.
وأشار النجار، إلى إن محاولات الاستقطاب المستمرة بين الطرفين ستقلل من فرص تواصل أو انضمام الكتل الصامتة لأى من القطبين، وتعيد تجربة الاستقطاب السابقة بين الحزب "الوطنى" و"الإخوان".
قال المحامى اليسارى طارق العوضى والقيادى بالحزب المصرى الاجتماعى الديمقراطى، إن نجاح مظاهرات "جمعة الغضب" تعد رسالة للجميع مفاداها أن المدافعون عن الدولة المدنية أكثر من أصحاب الشعارات الدينية وإنها إعادت توزان القوى فى الشارع المصرى، متهما الإخوان المسلمين بقيادة حملة تشوية سعت للوقيعة بين القوى المدنية والجيش بعدما حاولت تصدير فكرة أن المظاهرات ضد المجلس العسكرى وهو مخالف للحقيقة.
وأضاف العوضى، أن مظاهرة "جمعة الغضب" خلقت تطورا جديدا فى الوضع السياسى دفعت بالقوى المدنية لتوحيد الخطاب السياسى، موضحاً أن نجاج المظاهرة جاء رغما عن عدم استخدام ذلك الكم الهائل من سلاح المال وحشد المحافظات بالقاهرة الذى يستخدمة الإخوان بل شمل "الغضب" كافة محافظات مصر.
الدكتور عمار على حسن الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أكد أن جمعة الغضب الثانية هى بداية حقيقية وراء تيار سياسى قوى فى مصر ولكنه على البعد الذى بذلته القوى السياسية فى مصر على مدار عقود من الزمن فهى بحاجة إلى التغيير ، مؤكداً أن ما حدث فى الميدان أمس كان أبلغ رد على دعاة المقاطعة وعلى الذين خلقوا فزاعات كاذبة ووصفهم للمتظاهرين بأنهم مجموعة من الطائفيين الراغبين فى التنديد واستدراج الجيش إلى معركة دامية، مؤكداً أن المظاهرات جرت فى 18 محافظة بشكل سلمى حيث تذكرنا بالأيام الأولى للثورة المجيدة أو الموجة الأولى من الثورة.
ورأى عمار أن الثورة ليست مهددة بعد الآن والمظاهرات لم تزعزع الاستقرار أو توقف عجلة الانتاج كما دعى الظالمون لذلك، مضيفاً أنه ما جرى بالأمس أيضاً يعتبر رسالة بالغة للإخوان المسلمين والسلفيين بأن مصر أكبر منهم ، موضحاً أن شعورهم الزائف بأنهم الوحيدين الذين يستطيعوا حشد القوى السياسية هى مسائلة تحت النظر وينصحهم بالتخلى عن الأوهام القديمة المرتبطة بهم.
وأشار عمار إلى أن مازالت الفرصة أمام جماعة الإخوان المسلمين لتعود مرة أخرى وتضع يدها مع القوى السياسية الأخرى لحراسة ثورة 25 يناير من السرقة أو الاختلاس والدفاع عن أهدافها.
ويرى حسين أشرف القيادى بحزب التجمع أن جماعة الإخوان المسلمين فعلت ذلك من قبل وقررت عدم المشاركة فى ثورة 25 يناير ونزلت إلى الميدان يوم 29 أى بعد اندلاع الثورة بأيام حيث يرى أن الإخوان المسلمين "انتهازيو فرص" لأنهم أوهموا الناس بأنهم يستطيعون فعل كل شىء والقوى السياسية الباقية لا تستطيع عمل شىء بدونهم.
وأضاف أشرف أن ما حدث بدابة للدولة الميدانية والثورة الثانية هى أول ثمارها ما حدث أمس واحتشاد الناس لمجرد خوفهم على الثورة والتأكيد على حماية مطالبها وظهر هذا على المشاركين الذين احتشدوا بالميدان، موضحاً أن 27 مايو يوماً فارقاً فى تاريخ الشعب المصرى داعيا الإخوان إلى العودة مرة أخرى إلى الحياة السياسية وأن يتخلوا عن فكرة أنهم القوى الوحيدة فى المجتمع.
قال أحمد أبو بركه القيادى بجماعة الإخوان المسلمين إنه على كافة الأطياف السياسية أن تعترف بأن عدم مشاركة الجماعة فى جمعة الغضب أثر بالسلب على نجاحها من قلة الأعداد المشاركة فيها، وأن ذلك ليس تعاليا إنما هو حقيقة ثبتت على أرض الواقع.
وأوضح أبو بركة أنه لا يصح أبدا أن تتهم أى طائفة سياسية الإخوان بأنهم خانوا الثورة المصرية، مؤكدا على أن عدم مشاركة الإخوان أرشدت باقى الأحزاب والطوائف لاسم المليونية والتى غيرتها من ثورة الغضب الثانية إلى جمعة القضاء على الفساد السياسى.
وأضاف أبو بركة فى رده على الاتهامات الموجهة للإخوان بأن الجماعة مثل الشجرة التى يلقونها بالحجر فتلقى عليهم الثمر، مشيرا إلى أن الجماعة تتفق مع أغلب المطالب التى نادت بها المليونية بداية من حل المجالس المحلية وإعادة تشكيل المحافظين والنظر فى المحاكمات العسكرية غير أنها لا تتفق مع المطالبات التى تنادى بتشكيل مجلس رئاسى وإجراء الانتخابات السياسية قبل البرلمانية.
وشدد أبو بركه أن جمعة الغضب بكل ما دار بها أمس لا تندرج إلا تحت مسمى الالتفاف على إرادة الوطن والديمقراطية.
على الجانب الآخر قال جمال عيد الناشط الحقوقى إنه على الإخوان أن يتراجعوا عن موقفهم بصورة صحيحة فى الوقت الحالى بدلا من إحداث انقلاب عليهم فى المستقبل، مؤكدا أن جمعة الغضب نجحت بصورة كبيرة حتى لو اختلفت المطالب للمشاركين.
وشدد عيد على انه لا يجب على الجماعة أن تحرض ضد الشعب المصرى ببيان مكتوب بلغه تعالى، مطالبا الجماعة بالرجوع عن الغرور والسير فى طريق الديمقراطية الذى كان يحتم عليهم قبول اختلاف الآراء والنزول إلى الميدان يوم الجمعة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق